الحجاب الإسلامي

لماذا شرع الله تعالى الحجاب ؟

يُعد الحجاب في الدين الإسلامي أكثر من مجرد لباس، فهو عبادة أمر الله بها لحماية المرأة وصون كرامتها. ارتداء الحجاب إعلانٌ عن التزام الفتاة بدينها وتمسكها بقيم العفة والحياء. يقول الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب:59].

الحجاب الإسلامي إذن ليس قيداً كما يظنه البعض، بل هو حرية روحية ودرع يحمي المرأة من نظرات السوء ويجعلها شامخة بإيمانها.


الحجاب طاعة لله ورسوله

من أبرز فضائل الحجاب أنه طاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله ﷺ. قال تعالى:

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].

وقد أمر الله تعالى النساء بالستر في عدة مواضع من القرآن الكريم، مثل قوله:

(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) [النور:31].

الحجاب إذاً طاعة، ومن أعظم صفات المؤمن الحق أن يلتزم بما أمر الله به.


فضائل الحجاب الإسلامي

1. الحجاب عفة

جعل الله الحجاب علامةً على عفة المرأة وصونها، قال تعالى:

(يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب:59].

فالمتحجبة تُعرف بأنها مصونة عفيفة، فلا يجرؤ أهل السوء على إيذائها.


2. الحجاب طهارة

قال الله تعالى:

(فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53].

فالحجاب طهارة للقلوب من دواعي الشهوة، وحاجز يمنع تسلل الفتنة إلى النفوس.


3. الحجاب ستر


يقول رسول الله ﷺ: "إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر".

فالحجاب ستر يحمي المرأة من أعين الغرباء، ويجعلها مرفوعة الرأس بحيائها واحتشامها.


4. الحجاب تقوى وإيمان

قال تعالى:

(وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) [الأعراف:26].

الحجاب ليس مجرد زي، بل هو لباس تقوى وإيمان، إذ لم يُخاطَب به إلا المؤمنات.


5. الحجاب حياء 

قال ﷺ: "إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء".

والحياء قرين الإيمان، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر. كما أن الحجاب يتناغم مع غيرة الرجل المسلم على محارمه، حماية لهن من الأذى.


شروط الحجاب الإسلامي

حتى يكون الحجاب موافقاً للشريعة، وضع العلماء ما يُعرف بـ شروط الحجاب الإسلامي، وأبرزها:

  • أن يستر جميع بدن المرأة عدا الوجه والكفين (مع وجود خلاف فقهي).

  • ألا يكون زينة في ذاته أو ملفتاً للنظر.

  • ألا يشف أو يصف ما تحته.

  • أن يكون واسعاً فضفاضاً لا يُظهر تفاصيل الجسد.

  • ألا يكون مطيباً أو مبخراً يجذب الأنظار.

  • ألا يشبه لباس الرجال أو الكافرات.

  • ألا يكون لباس شهرة يتميز بالزخارف أو الألوان المبالغ فيها.


هذه الضوابط تجعل الحجاب وسيلة للستر لا للزينة، وتحفظ الغاية التي شُرع من أجلها.


الحجاب في الدين الإسلامي بين الماضي والحاضر

رغم أن الحجاب فرضٌ ثابت لا يتغير، إلا أن صوره وأشكاله قد تختلف باختلاف الثقافات والمجتمعات. ففي الماضي ارتبط بالبساطة، أما اليوم فهو يُناقش كثيراً في الإعلام والسياسة. لكن تبقى الحقيقة أن الحجاب في الدين الإسلامي فريضة، ورمز للكرامة والحياء، لا يمكن إلغاؤها أو اعتبارها عادة اجتماعية فقط.


خاتمة


الحجاب الإسلامي ليس مجرد مظهر خارجي، بل عبادة تتجسد فيها معاني العفة، الطهارة، الحياء، والتقوى. هو طاعة لله ورسوله، ووسيلة لحماية المرأة من الفتن، وراية ترفعها كل مؤمنة اعتزازاً بدينها وهويتها.




Caller Name